التصوير السينمائي - ضبط الإضاءة

التصوير السينمائي - ضبط الإضاءة
التصوير السينمائي - ضبط الإضاءة

 


التصوير السينمائي : ضبط الإضاءة دور الضوء في حكاية القصة

تعتبر الصورة من أكثر العناصر أهمية في الوسائط، ولكن الصورة لا تكتمل ولا تصل رسالتها إلا إن تم الإعتماد عند التقاطها على إضاءة احترافية، ولعل الأفلام السينمائية تبدأ بصورة وتكونها مجموعة من الصور في كل ثانية تضم عدداً من الفريمات التي تتسق لتكون لنا فيلماً متكاملا بصوته وصورته، السلام عليكم أرحب بكم في هذا المقال الذي سأتطرق إليه إلى أبرز عناصر الإضاءة التي ستساعدك في تصوير أفلامك السينمائية بكل احترافية وبمقاييس عالمية، كما يمكنكم الإعتماد على هذه الضوابط لتصوير أفلام إعلانية أو التصوير الفوتوغرافي كذلك، كما سأسلط الضوء على دور الإضاءة في إيصال الفكرة وحكي القصة للمشاهد.

 

أولاً - ضبط الإضاءة

ضبط الإضاءة من ثلاث مصادر لتصوير الفيديو والأفلام السينمائية، فالمحترفين يبدؤون من الصفر لوزن الضوء وضبط الإضاءة (من الظلام ثم إضاءة الكي لايت Key Light ثم قاعدة الثلاث نقاط.

إضاءة الكيلايتKey Light تكون على يسار الشخصية بزاوية 45° درجة تقريباً، تكون مرتفعة بارتفاع بسيط عن الموضوع المراد تصويره سواء إن كان إنسان أو جماد أو حيوان إلخ.. لاحظ الرسم الموضح في الصورة التالية.

 

 

الكي لايت Key Light تكون أشد إضاءة من الإضائات الثلاث الأخرى، ثم إضاءة الفيل لايت Fill Light والتي تكون بيمين الشخصية، ومهمة إضاءة الفيللايتFill Light تتمثل في إزالة أي ظلال تسببها إضاءة الكي لايت Key Light.

 

ثم يتم استخدام إضاءة الباك لايت Back Light والهدف منها هو تحديد حواف الجسم الذي يعتبر موضوع التصوير أو عزل الشخصية المودل عن الخلفية، وإضاءة المنطقة من الأعلى ، حيث تستخدم بكثرة باللون الأبيض والأصفر خصوصاً في الأفلام الوثائقية، وأفلام الخيال العلمي أو مشاهد الجيوش والقواعد العسكرية ليلاً لتجعل المشاهد يعيش مع المشهد بشكل أكثر إثارة.

 

هذه الثلاث إضائات هي أهم الإضاءات في التصوير، ولكن في موقع التصوير أو الأستوديو لكل مشهد ولكل موضوع إضاءة مناسبة، ولكل شخص بالطبع ابتكاره الخاص بناء على هذه النقاط الثلاث في الإضاءة الأشهر، إليكم رسم بياني لكل الإضاءات في الأستوديو لاحظ الصورة حيث تم توضوح إضاءة Key Light – Fill Light Back Light .

 

 

 

ثانياً – الضوء وحكاية القصة

فهم الضوء يسهل عليك إيصال القصة، فالضوء يستخدم في التصوير الفوتوغرافي أو تصوير الفيديو أو في الرسم ثنائي الأبعاد ولكن يستخدم بشكل أكثر إتقاناً في الرسم ثلاثي الأبعاد خاصة في الحاسوب، وفي كل الأحوال نحاول أن نحكي قصة.

 

في السينما الضوء هو عنصر مهم لإرسال القصة وفهم المعنى المراد إيصاله والحكاية التي يرغب المخرج و كاتب السيناريو بناءها، فهو عنصر دقيق جداً، مثل الصوت و الأداء (أي التمثيل) و الأزياء و الديكور، وبالطبع عنصر الضوء صعب لكن الاهتمام به أكثر يسهل عليك إيصال القصة.

 

حكاية القصة تعتمد في الأساس على ثقافة المتلقي، مثلاً في بعض الأفلام والبودكاستات الغربية كالفرنسية قد نسمع بها بعض النكات لكننا لا نضحك لأنها ببساطة لا تضحكنا، ولأنها من ثقافة مختلفة عما تربينا عليه في ثقافتنا، وقد تبدو نكتتهم كلاما عادياً جداً، بالإضافة إلى أنها من لغة أخرى قليل ما نعرف عنها، وما تلمح له الكلمات في معانيها المختلفة، وكذلك صوت مثل تكبيرات العيد لدينا كمسلمين إن سمعها غير المسلم لن يتأثر بعكس المسلم لأنها تذكره بأحداث معينة ، نفس الشيء بالنسبة للضوء، ولكن في مثالنا السابق خرج نستثني منه القرآن الكريم لأنه يؤثر بالجبال فما بالك بالإنسان ولقد رأينا عبر سنوات أشخاص غير مسلمين تأثروا بكلام الله فهو بذلك معجزة.

 

ثالثاً – أربع عناصر تستطيع التحكم بها في الضوء وتأثيرها على نفس المشاهد :

1-     التباين Contrast : هو الفرق بين أعلى منطقة مضاءة وأقل منطقة مضاءة، أو "فوق و تحت" مثل (المضاءة / المظلمة) و (النور / الظل) وتأثيره النفسي التباين على المشاهد مثلاً في الحياة اليومية، المشي في النهار مريح ومطمئن، لأنك ترى كل شيء يملئه النور والتباين منخفض بين الأشياء، على عكس الليل الذي يشعرك إما بالخوف وعدم الإطمئنانوالإرتباك، والتباين عالي لذلك فالظلام يجعلنا نحس أن هنالك غموض وعدم ارتياح والخوف من الظلام في الآن ذاته، مثلاً شاهد هذه الصورة التي تبين مدى تباين الضوء .

 

 

ما يميز ميزة التباين هو تسليط نظر المُشَاهِد على الأماكن والمواضع المنيرة، و على الأجسام المضاءة لترى الأشياء المهمة وتغض البصر عن الأشياء الغير مهمة.

 

2-     جودة الضوء Quatity Of Lights : هذا التأثير أو بالإنجليزية Effect يمكننا تحديده عن طريق الظل وليس الضوء، فذا كان الظل ناعم معناه أن الضوء ناعم، وإذا كان الظل حاد معناه أن الضوء حاد، أعطيكم مثال :

 

 

فما هو التأثير النفسي على المشاهد من هذه المعلومة ؟ من جودة الضوء هل هو ناعم أو حاد ؟

الجواب عن هذا السؤال بديهي، فالممثل في المشهد عند تأديته لدوره تحت الشمس الحارة، يحاول وضع يده فوق عينه من شدة الحرارة، وفي نفس الوقت يحس المُشاهِدُ بما يشعر به الممثل، على عكس إذا كان الجو غائماً فلا توجد ظلال حادة نتيجة لضوء الشمس الساطع.

ففي الإضاءة الناعمة تحس بأنك مرتاح، وتُستخدم هذه النوعية من الإضاءة بكثرة في الأفلام الرومانسية و المشاهد الكوميدية تحديداً، فلا نرى ظلال الأنف أو تحت العين أو ظلال تحت الذقن، كلها تكون منارة، بينما مشاهد التحقيق والمغامرة والأكشن وهي الأفلام المليئة بالجرائم، ترى فيها ظلال حادة لأن الوضع فيها مضطرب، لذلك يحس المشاهد باضطراب.

 

3-     مكان واتجاه مصدر الضوء Direction Of Light : هل مصدر الإضاءة هو فوق الرأس مسلط للتحت، أو هل هو منخفض جداً من تحت الذقن نحو الأعلى، ما هو التأثير النفسي لهذا الموضوع؟

طبيعياً الظلال تكون تحت العين والأنف والذقن لأن الشمس و النور يأتي من فوق، وفي مشاهد الرعب تكون الإضاءة من تحت وجه الشخصية، فدماغك يخبرك أن هذا الإنسان فيه شيء غير طبيعي (وهو شخصية شريرة).

 

في مشاهد التحقيق مع شخص دائماً نضع الإضاءة فوق رأسه، هذه الإضاءة ينتج عنها ظلال تحت العينين والأنف والشفتين والذقن، فتسبب الظلال بذلك التباين، وغالباً لا تكون الإضاءة ناعمة فتسبب ظلال حادة، ثم مكان الضوء يسبب ارتباك الدماغ ولا يتعرف على الشخص، وتجد هذه الشخصية ينعدم الإنعكاس على عينه، فطبيعياً عندما نتحدث عن مع شخص ترى انعكاس الإضاءة وأشعة الشمس في عينه فترتاح نفسياً، أما في هذا التحقيق فلا، لأن الإضاءة ليست أمام وجهه وإنما فوق رأسه، مما يؤثر سلباً على نفسية المشاهد، ويفسر ذلك بأنه اضطراب في الشخصية، ويرتبك بالخصوص للشخصيات الشريرة في الكثير من الأفلام، فيترجم ذلك أن هذه الشخصية ليس فيها روح كأنا تعيش في ظلام.

 

4-     درجة الحرارة ColorTemperature أو (لون الضوء) ما هو اللون الذي يدل على الحرارة؟ هو لون النار "اللون الأصفر" وتدريجاته، وما اللون الذي يدل على البرودة؟ غالباً اللون الأزرق للأبيض، كيف تؤثر درجة حرارة الضوء على المشاهد ونفسيته، ببساطة لا يمكن أن تستخدم ألوان إضاءة زاهية وساخنة مثل البرتقالي والأصفر في أفلام الرعب، لأن الخوف يدل على الظلام والليل، ولا يمكن كذلك أن تستخدم في أفلام الكوميديا والسيتكوم ألوان باردة إلى مظلمة فهي لم يتم تصريرها لإرعاب المشاهد بل من أجل إضحاكه، فكل لون في الإضاءة قد يؤثر في المشاهدين ولكن يجب التركيز على نوعية التأثير في المشاهدين هل هو تاثير كوميدي أو درامي أو رومانسي أو مرعب أو أكشن أو غيره.

 

كانت هذه نبذة عن أبرز استخدامات الإضاءة في الأفلام السينمائية أتمنى أن تستفيدوا لتساعدكم في تصوير أفلام نافعة للمجتمع وغير مضرة، أنا سعيد الجمالي مؤسس شبكة ملوك التسويق و فريققمر للإنتاج الإعلامي MOON Media Productio لصناعة الأفلام و الإعلانات برؤية حديثة وتحقيق أهداف العملاء التسويقية، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وإلى اللقاء في مقال آخر بإذن الله، كما يمكنكم الإستمتاع بقراءة المقالات المقترحة في أسفل هذه الصفحة، والإستفادة من دوراتنا المجانية.

المقالة التالية المقالة السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url